السبت، 27 أكتوبر 2012

مصري يهزم الربو ويتسلق أعلى قمة في العالم





يؤمن الشاب عمر سمره، أول مصري وأصغر عربي  يتسلق قمة جبل إيفرست، أن بإمكان أي شخص تحدى إعاقته بالإرادة، وأشار في حديث خاص  أنه كان من المستحيل لأي كان أن يتوقع له تحقيق هذا الانجاز، وذلك بسبب إصابته بمرض الربو في طفولته.
وبدأت قصة عمر حين أصيب بالمرض في طفولته، وعندما بلغ من العمر 11 سنة تعرض لأزمات تنفسية حادة، من الصعب تجاوزها، وقد رأى الأطباء حينها أنه من الممكن أن تفيد ممارسة الرياضة في تحسن حالته، فبدأ في ممارسة الرياضة بالفعل، وكانت المفاجأة أنه بعد شهرين فقط، استطاع التوقف عن تعاطي العقاقير الطبية.
وتحدث عمر عن هذه الفترة قائلاً:"تمكنت خلال عام من ممارسة الرياضة على تحقيق الفوز في بعض المسابقات التي شاركت فيها، وأعتبر هذه الفترة نقطة التحول الحقيقية في حياتي، فتعلمت وقتها أن الإنسان حين يصب اهتمامه في ممارسة الرياضة، قد يخلق ذلك في داخله طاقة تجعله قادراً على صنع وتحقيق الكثير في حياته."  
ولم يكتف عمر بهذه البطولات فقط، بل حقق العديد من الانجازات، فبعد 17 عام من تشخيص مرضه، قرر تحدي القمم الجبلية ودرجات الحرارة المنخفضة، وذلك بتسلق أعلى قمة في العالم، قمة جبل ايفرست، التي يبلغ ارتفاعها 8850 متراً، ليصبح بذلك أول مصري وأصغر عربي يحقق هذا الانجاز.
 وعلق عمر على ذلك قائلاً:" تركت وظيفتي في أحد البنوك حباً في المغامرة، وقررت التدريب والاستعداد لتسلق أعلى قمة في العالم، وأعتبر هذا الانجاز نقطة مهمة في حياتي."
وروى عمر عن إحدى مغامراته قائلاً: "في أثناء تسلقي لجبل اكونكاجوا، أعلى قمة جبلية  في أمريكا الجنوبية، بدأت رحلة الصعود في 20 يناير/كانون الثاني 2011، وفى يوم 25 يناير كنت قد وصلت إلى ارتفاع 6000 متر فوق سطح البحر، وكنت طوال فترة التسلق منقطعا عن الاتصال بأي شخص، إلى أن راودني هاجس يوم 28 يناير، للاتصال بأهلي في مصر، لكن جميع محاولاتي فشلت، فجميع الخطوط  الهاتفية كانت مقطوعة، وعرفت بعدها باندلاع الثورة المصرية، التي أطاحت بنظام مبارك."
واستطرد قائلاً:"وقتها كنت أمام خيار من اثنين، إما استكمال صعودي، أو العودة بسرعة إلى مصر، لكنني اخترت الأصعب وهو استكمال رحلتي، والوصول إلى  القمة، فقد ألهمني الشباب الثوار في التحرير، بان أبعث لهم رسالة، بوضع العلم المصري الذي كنت أحمله في حقيبتي على أعلى قمة في العالم، وكتبت على العلم 'مصر للمصريين،' وبعد وصولي إلى القمة ووضع العلم، تركت أدواتي مسرعاً للحاق بأول طائرة متجهة إلى القاهرة، لأشهد تخلي مبارك عن الحكم."
وبعد عودته أصبح عمر محفزاً للشباب وقد اكتسب هذه الروح من والدته الناشطة الحقوقية، المدافعة عن حقوق المعاقين ذهنياً من خلال جمعية "الحق في الحياة"، ولعمر شقيقتين معاقتين ذهنياً،  ما حمسه على تأسيس جمعية تحمل أسم قريب وهو "جمعية الحق في التسلق" وعلق على ذلك قائلاً:"واحد من بين كل عشرة مصريين، لديه إعاقة ما، وهذه الجمعية غرضها التوعية المجتمعية، وجمع المساهمات المادية، لدعم هذه الفئة المهمة في المجتمع."
وتمكن عمر من جمع حوالي 164 ألف دولار، لصالح الجمعية، بعدما أخذت الجمعية المتسلقين لصعود أعلى قمة جبل في قارة إفريقيا، واختتم عمر حديثه قائلاً:"أمل أن كل ما حققته أو سأحققه في المستقبل، يكون حافزاً للناس على قهر أي حواجز أو إعاقات، فهذه الحواجز موجودة فقط في عقلهم الباطن، فالإنسان يستطيع قهر أي شيء ما دام صمم على ذلك."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق