يرفع منتخبا جنوب أفريقيا والرأس الأخضر (كيب فيردي) -السبت- الستارعن فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين عندما يلتقيان في مواجهة مثيرة بالمباراة الافتتاحية للبطولة التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى العاشر من فبرايرالمقبل.
وتتجه النسبة الغالبة من الترشيحات لصالح منتخب جنوب أفريقيا صاحب الأرض والفائز بلقب البطولة عام 1996 ، عندما يلتقي ضيفه منتخب كيب فيردي على استاد "سوكر سيتي" في جوهانسبرج بالجولة الأولى من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة.
وفي المقابل، يحلم المنتخب المنافس بمفاجأة مثيرة في ضربة البداية بالنسبة له في البطولات الأفريقية، حيث يشارك في النهائيات للمرة الأولى في تاريخه. ولذلك يرفض منتخب البافانا بافانا "الأولاد" صاحب الأرض اعتبار مباراة الغد مواجهة محسومة أو أن تكون لقاء من طرف واحد لأن المفاجآت واردة وبقوة خاصة وأن البطولة التي استضافتها أنجولا قبل ثلاثة أعوام أعطت الجميع درسا حقيقيا من خلال سيناريو المباراة النهائية.
وستظل المباراة الافتنتاحية لبطولة 2010 بأنجولا خالدة في أذهان جميع المتابعين لكرة القدم الأفريقية، حيث تقدم أصحاب الأرض بأربعة أهداف نظيفة حتى قبل 12 دقيقة فقط من صافرة النهاية ليعلن بعدها منتخب مالي عن وجوده بقوية ويحرز أربعة أهداف متتالية لينتهي اللقاء بالتعادل 4/4.
ويضع منتخب جنوب أفريقيا هذا السيناريو صوب عينيه ويرفض الاستهانة بمنافسه خاصة وأن منتخب كيب فيردي شق طريقه إلى النهائيات بمفاجأة من العيار الثقيل بعدما تغلب على المنتخب الكاميروني، الفائز بلقب البطولة أربع مرات سابقة، في الدور الثاني من التصفيات.
ولذلك يضع فريق البافانا بافانا حسابات خاصة للمباراة النهائية خاصة وأن فوز منتخب غينيا الاستوائية صاحب الأرض في البطولة الماضية على نظيره الليبي 1/صفر في المباراة الافتتاحية كان سببا رئيسيا في بلوغ المنتخب الغيني المتواضع دور الثمانية على عكس كثير من الترشيحات التي توقعت خروج أصحاب الأرض من الدور الأول صفر اليدين.
ويسعى منتخب جنوب أفريقيا إلى تحقيق فوز مطمئن في المباراة الافتتاحية غد ليكون ضربة بداية قوية على طريقه في البطولة وعلى طريق الحلم الذي يراوده بإحراز لقبه الأفريقي الثاني بعد 174 عاما من فوزه باللقب الأول في أول مشاركة له بالبطولة عندما استضافت بلاده النهائيات.
ورغم غياب الترشيحات القوية عن منتخب الأولاد فيما يتعلق بالمنافسة على اللقب وإن كانت فرصته جيدة في عبور الدور الأول، يرى أصحاب الأرض أن الفوز في مباراة الغد سيسهل كثيرا من ممهة الفريق في الاختبارين التاليين أمام أنجولا والمغرب وبعدها يصبح كل شيء ممكنا.
ويتمسك المدرب جوردون إيجيسوند المدير الفني للفريق بالتفاؤل ويرفض تشتيت تركيز اللاعبين في أي شيء سوى المباراة الافتتاحية ثم يتعامل بعد ذلك مع كل مباراة على حدة. وأكد إيجيسوند مؤخرا أن الفريق مصمم على هدف واحد وهو المنافسة على اللقب. ولكنه في الوقت نفسه، أكد أنه لن يسمح بأي حديث عن المكافآت إلا بعد العبور لدور الثمانية في البطولة.
وما يضاعف من روح التفاؤل لدى أصحاب الأرض أن المواجهتين السابقتين للبافانا بافانا مع منتخب كيب فيردي (القروش الزرقاء) انتهتا لصالح الأولاد 1/2 في كل من المباراتين وكان ذلك في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم..
إضافة لذلك، كانت المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا انتهت بتعادل البافانا بافانا مع المنتخب المكسيكي العريق 1/1 على نفس الملعب في استاد "سوكر سيتي"
في المقابل، يرى لوسيو أنتونيس المدير الفني الوطني للقروش الزرقاء أن فريقه يجب أن يحترم منافسه العريق ولكن يجب ألا يخشاه.
وفي تقييمه لمباراة السبت، يدرك أنتونيس أن الضغوط ستكون أكبر على أصحاب الأرض في حضور أكثر من 80 ألف مشجع ينتظر احتشادهم في المدرجات. ولذلك سيسعى مدرب القروش الزرقاء إلى الاستفادة من الضغوط التي تحاصر منافسه في مباراة يمكن أن يعتبرها اختبارا للأعصاب بالنسبة لكل من الفريقين.
ويمتلك القروش الزرقاء سلاحا قويا في مواجهة أصحاب الأرض، حيث يتمتع منتخب كيب فيردي بحماس المشاركة الأولى من ناحية وهدوء الأعصاب لأنه لا يملك تاريخا ليخسره في هذه البطولة، إضافة إلى قوة خط دفاعه بقيادة النجم الكبير ناندو ومعه جاي راموس ممال سيضاعف من صعوبة المهمة على هجوم البافانا بافانا.
وتمثل هذه النقطة مصدر قلق لجماهير البافانا بافانا خاصة وأن الفريق لم يسجل سوى سبعة أهداف فقط في ثماني مباريات خاضها تحت قيادة إيجيسوند.
ويأمل إيجيسوند في تألق لاعب خط الوسط تولاني سيريرو نجم أياكس الهولندي، والذي يمثل دعما قويا لهجوم الأولاد، علما بأن أداء الفريق يعتمد على السرعة في الأدءا والتمرير السريع.
كما يأمل المهاجم كاتليجو مفيلا في تعزيز رصيده الجيد من الأهداف الدولية رغم تذبذب مستواه مع الفريق في الفترة الماضية. وفي المقابل، يعتمد منتخب كيب فيردي على الضغط المكثف والقوي على لاعبي المنافس، وهو ما ينتظر أن يعتمد عليه في لقاء الغد لإرباك حسابات أصحاب الأرض.
وبينما يتشابه الفريقان في اعتمادهما على مدربين وطنيين، يختلفان كثيرا فيما يتعلق بلاعبي الفريقين من ناحية الاحتراف الخارجي، حيث تضم قائمة المنتخب الجنوب أفريقي 15 لاعبا ينشطون في الدوري المحلي إضافة للاعبين آخرين في أندية أفريقيا بينما يعتمد المنتخب الضيف على نحو 20 لاعبا من المحترفين بأوروبا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق